كلمة دولة ليبيا أمام الدورة الرابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

كلمة دولة ليبيا أمام الدورة الرابعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية

 في البداية اود أن أهنئكم لانتخابكم  رئيسا لهذا المؤتمر ، وأنني على ثقه ويقين في قدرتكم وخبرتكم على قيادة اعمال هذا المؤتمر بنجاح ، مؤكدا لكم دعمنا الكامل، ولا يفوتني هنا أن ارحب بالدول التي انضمت مؤخــرا الى عضوية الوكالــة ، متمنيا للجميع التقــــدم والازدهار.

السيد الرئيس

يعرب وفد بلادي عن خالص تعازيه وصادق مواساته وتضامنه مع اسر ضحايا مرض كورونا – كوفيد 19في جميع انحاء العالم ،  الذي يهدد حياة البشر و مصادر رزقهم و لم يفرق بين احد منهم ، ويدعو وفد بلادي المجتمع الدولي الى المزيد من تنسيق الجهود لمواجهة هذه الجائحة التي تحتاج الى جهد شاق ومتواصل من اجل حصرها والتغلب عليها ، وفي هذا المقام ، أود أن أتقدم  بالشكر والامتنان لأمانة الوكالة الدولية لتزويدنا بأجهزة الكشف عن فيروس كوفيد 19 وعلى مجهوداتها الايجابية ومحاولاتها الجادة في مساعدة الدول الأعضاء لمجابهة جائحة كورونا .

السيد الرئيس

   اطلع وفد بلادي باهتمام على تقرير الوكالة السنوي لعام 2019 ، وفي هذا الشأن أنتهز هذه الفرصة لكي أتقدم بخالص الشكر والتقدير الى المدير العام والإدارات المختلفة على أدائهم المتميز ، كما يشيد وفد بلادي بنجاح المؤتمر الدولي للأمن النووي الذي عقد في فيينا خلال شهر فبراير الماضي الذي شاركت فيه بلادي بوفد رفيع المستوى ورحبنا بالبيان الوزاري الختامي الذي صدر عن المؤتمر الذي عكس مختلف وجهـــــات النظر من خلال التزام كافة الدول بدعم الامن النووي ، ولأهمية مثل هذه المؤتمــرات ، نأمل  أن تستمر أمانة الوكالة في عقدهامستقبلا .

السيد الرئيس

 تولي بلادي اهتماما بنشاطات التعاون التقني للوكالةوتعتبرها أساسا  للتنمية المستدامة في  مجالات الاستخدامات السلمية للطاقة النووية ، واوفت بلادي بالتزاماتها المالية تجاه برنامج التعاون التقني ،  وبدانا في مرحلة تصميم المشاريع التي تقدمنا بها لدورة البرنامج الحالية ، وتم تحديد أولوياتنا ونشاطاتنا وكذلك احتياجات التنمية ذات الاولوية المراد دعمها عبر أنشطة التعاون التقني وذلك حسب ما حددناه في خطة عمل البرنامج الوطني CPF وقد اخذنا بعين الاعتبار الدروس المستفادة من التعاون السابق وخبرة الوكالة ودرايتها ودعمها .

السيد الرئيس

على الرغم من كافة التحديات والظروف التي كانت ولا تزال تمر بها بلادنا ، ومع وجود جائحة كوفيد 19 ، فقد تمكنت بلادي من تقديم ثلاثة مشاريع لدورة البرنامج العام 2022-2023 ، اثنان منهم في مجال قطاع الصحة وتحديدا العلاج بالإشعاع لمرضى السرطان والمشروع الثالث في قطاع الزراعة وتحديدا برنامج الصحة الحيوانية ونتمنى أن تتحصل بلادي على الدعم الكامل ونتغلب على أية عراقيل يمكن أن تواجهها في تنفيذ المشاريع .

كما استأنفت بلادي نشاطات المشاريع القائمة لدورة البرنامج 2020 -2021 بعد أن توقف تنفيذ المنح التدريبية والزيارات العلمية بسبب جائحة كورونا بينما استمر تنفيذ بند تزويد المعدات حيث تم استلام بعضها ضمن مشاريعنا القائمة وعددها خمسة مشاريع وطنية في مجالات مكافحة ذبابة الفاكهة والعلاج بالإشعاع وهيدرولوجيا المياه والرقابة ، هذا بالإضافة على المشاركة في بعض المشاريع ذات الاهتمام المشترك ضمن اتفاقية التعاون الاقليمي الافرا ( AFRA ) والمشاريع الاقليمية والدولية .

السيد الرئيس

تنفيذا للخطة التكاملية لدعم الأمن النووي ( INSSP ) وتحديــدا برنامج الحماية المادية للمواد النووية والمصادر المشعة والمنشآت ذات الصلـة ، قدمت الوكالة الدعم اللازم لإنجاح هذه الخطة بتنفيذ قرابة 80 % من مشروع تطوير نظـــــــــام الحماية المادية لوحدة التشعيـع         ( كوبلت 60 ) بمستشفى طرابلس المركزي و انتهينا من انجاز مرحلة التصاميم الفنية الخاصة بتطوير منظومة الحماية المادية للمواد النووية والمصادر المشعة بمركز البحوث النوويــــة ، كما تم تنفيذ برنامج تدريبي متقدم لعدد من المختصين الوطنيين في مجالات تقييم وتصميم وإدارة مشروعات تنفيذ منظومات الحماية المادية ، ولولا الظروف الامنية في الجنوب لكنا انتهينا من استحداث نظام حماية مادية عن بعد لمخازن خام اليورانيوم بسبها ، كما أثمر التعاون بين خبراء الوكالة والمختصين الليبيين في انجاز المسودة النهائية للقانون النووي الليبية ولوائحه التنفيذية .

السيد الرئيس

يثمن وفد بلادي عاليا المجهودات التي تبذلها أمانة الوكالة ومراعاتها للظروف الي تمر بها بلادنا ومحاولتها تذليل الصعوبات لإنجاح نشاطاتنا وفي دعم برامجنا وتنفيذ مشاريعنا ونتطلع الى المزيد من الجهد والمساعدات حتى نستطيع النهوض ببرامجنا والتغلب على كل العراقيل التي تواجهنا ، وفي هذا الصدد يود وفد بلادي أن يتقدم بالشكر الجزيل للدول المناحة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على دعمهما في تمويل مشاريع تطوير منظومات الحماية المادية لبعض المرافق النووية والاشعاعية الحيوية ، كما يتطلع وفد بلادي الى استكمال برنامج تركيب منظومات التحكم لمفاعل تاجوراء والذي ستشرف عليه دولة الارجنتين الصديقـــة في اقرب وقت ممكن .

السيد الرئيس

إن عملية تغيير الوقود عالي التترية الى منخفض التترية الذي تم بمساعدة الدول الصديقة الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية وبإشراف كامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان لها التأثير الايجابي على ابراز الممارسة الجيدة ( good practice ) من جانب الخبراء الليبيين وذلك في تعاملاتهم عن بعد اثناء مرحلة تحميل الوقود عالي النثرية في حاويات وذلك بتصميمهم لغرف تحكم عن بعد لإنجاز المهمة ، بالإضافة الى ابتكارهم لبعض المعدات الاخرى الخاصة بعملية التحميل ، وجذير بالذكر ويعد من المسائل المهمة المستعجلة التي نلح على الامانة العامة للوكالة التدخل لحلها الا وهي مشكلة تعطل الوقود النووية ( منخفض النثرية ) المستخدم في مفاعل مركز البحوث النووية بتاجوراء وبهذا تطلب بلادي من الوكالة على وجهة الخصوص استمرار العمل كشريك معالاطراف المعنية والتوصل الى تفاهم ويتحمل كل طرف مسؤولياته ويفضى الى معالجة العطل القائم بالوقود وتقديم المساعدة الفنية وتقييم الحالة ، والتي قد نفضي الى تغيير رزم الوقود كاملة ، حتى لا نفاجأ بحدوث نفس الخلل في وحدات وقود اخرى .

كما تأمل بلادي من الوكالة المساعدة في تسهيل اجراءات الحصول على المصادر المشعة الضرورية المستخدمة في الصحة والبحث العلمي وغيرها وكذلك المساعدة في معايرة القياس بالمعمل المرجعي ( SSDL ) بمركز البحوث النووية .

السيد الرئيس

على الرغم من الدعم المستمر من الامانة العامة للوكالة ، اسمحوا لي أن اسلط الضوء على بعض الصعوبات التي تواجه بلادنا في تنفيذ المشاريع والنشاطات الاخرى ذات العلاقة بسبب الظروف الامنية التي تمر بها في هذه المرحلة ، حيث المشاركة في انشطة الوكالة ضعيفة جدا ,ان الاستفادة من زيارة الخبراء الى ليبيا معدومة ، كما أن عدم وجود سفارات في ليبيا أدى لصعوبة الحصول على تأشيرات دخول مما ساهم في تعثر سير المشاريع ولكننا نسعى جاهدين رغم الظروف القاسية والتحديات للاستفادة مما تقدمه الوكالة من مساعدات .

السيد الرئيس

يطمح وفد بلادي في دعم الوكالة لإنجاز بعض المشاريع الجديدة مثل انشاء مخزن وطني مؤقت للمصادر اليتيمة والمصادر غير المستخدمة وتعزيز اجراءات الامن النووي بمنافد العبور المختلفة من خلال تزويد نقاط العبور بمعدات الكشف على الاشعاع الثابتة والمحمولة وتعميم ثقافة الامن النووية بين موظفي التفتيش الجمركي ومجموعات الاستجابة الامنية ورفع كفاءة الاداء الوظيفي في المجالات الفنية الاجرائية .

السيد الرئيس

التزمت بلادي منذ اعلان تخليها طواعية عام 2003 عن برنامج أسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها برنامج الأسلحة النووية وذلك ايمانا منها بأن تحقيق الأمن والسلام  في العالم باسره  لا يمكن أن يتحقق بوجود مثل هذه الأسلحة ، ومنذ ذلك التاريخ تبنت طريقا اخرا ، حيث أبدت استعدادها  التعاون مع المجتمع الدولي وأكدت على التزامها الكامل بالدعم والمساندة لمنظومة نزع السلاح وعدم الانتشار وانضمت لكافة المعاهدات والاتفاقيات المبرمة في هذا الخصوص ،  وفي هذا الاطار فان وفد بلادي يجدد تأكيدها على ضرورة العمل على اخلاء منطقة الشرق الأوسط من الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل الأخرى ، وتدعو الى اتخاد تدابير عملية وعاجلة  لأخلاء منطقة الشرق الأوسط دون استثناء من الأسلحة النووية مما سيسهم دون شك في تعزيز السلم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم . كما نؤكد على الحق الأصيل لكافة الدول دون تمييز في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وضرورة تسهيل نقل التكنولوجيا والخبرات وازالة العراقيل الموضوعة امـــام الدول النامية  للإسهام  في تحقيق امن ورفاهية شعوب  تلك الدول واستقراراها .

السيد الرئيس

بالرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادي ، إلا أنها حرصت على الوفاء بالتزاماتها  المالية تجاه الوكالة ، حيث قامت بتسديد مساهماتها في الميزانية العامة ، صندوق التعاون التقني ، المساهمة الوطنية في تكاليف مشاريع التعاون التقني وصندوق رأس المال العامل ونعمل حاليا على تسديد المستحقات المتبقية ، وفي المقابل وبالرغم من الجهود الدولية التي تبدلها امانة الوكالة لزيادة التمثيل من رعايا الدول النامية في وظائف الوكالة ، إلا اننا نلاحظ عــدم وجود أي تقدم في زيادة تمثيل  ليبيا في تلك الوظائف التي لازال تمثيلهــا ناقصا ، بالرغم من تقدم مرشحين مؤهلين لعدة وظائف من الفئات المختلفة ولم يتم قبول احد منهم .

السيد الرئيس، السيدات والسادة الحضور

وفي الختام اشكر أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على جهودها الرامية والهادفة  الى ترسيخ  وإرساء قواعد السلامة والسلم والاستقرار الدولي ، ويعرب وفد بلادي عن تفاؤله لقدرة الوكالة  في مساعدتنا لإيجاد حلول للمشاكل التي تواجه بلادي في المجال النووي وعلى وجه الخصوص المتعلقة بمجالات الصحة والصناعة والزراعة  الكهرباء وتحلية المياه ، متمنيا لمؤتمرنا هذا التوفيق والنجاح .